اعوجاج القدم عند الأطفال هو حالة مرضية تصيب حديثي الولادة بشكل واضح إذ تختلف طبيعة القدم وتصبح العضلات أقصر من طولها الطبيعي مع اعوجاج في القدم يتراوح بين متوسط إلى شديد.
محتويات المقالة
أعراض اعوجاج القدم
اعوجاج القدم عند الأطفال هو حالة مرضية شائعة عند حديثي الولادة وتصيب منطقة القدم والساق تحدث بنسبة 2:1 الذكور إلى الإناث، يمكن أن تصيب كلتا القدمين أو قدم واحدة
يظهر على الطفل بعض الأعراض، مثل:
- التواء طرف القدم السفلي إلى الأسفل مما يؤدي إلى التفاف وتغيير في موضع الكعب، يمكن أن يكون زاوية الالتفاف واضحة لدرجة تقلب شكل القدم الطبيعي.
- تكون عضلات الساق المصابة أقل في الطول والنمو من الساق السليمة.
- تصبح القدم صلبة القوام موجهة إلى الأسفل مع كعب منتفخ ومتورم ومنطقة واسعة للقدم من الأمام.
- لا يسبب اعوجاج القدم في معظم الأحوال الألم أو الانزعاج عند الطفل.
اقرأ أيضا:
تمارين اعادة تأهيل الكتف بعد الجراحة
تمزق وتر الكتف – الأسباب والأنواع وأهم التمارين
أنواع اعوجاج القدم
توجد أكثر من نوع من اعوجاج القدم عند الأطفال حسب طبيعة المسبب للحالة:
- مجهول السبب: يعد من أكثر الأنواع شيوعا بين اعوجاج القدم عند الأطفال إذ يصيب واحد من كل ألف طفل بدون سبب أو تشخيص محدد.
- عصبي: يحدث نتيجة الإصابة باضطرابات عصبية.
- متلازمة أو ثانوي: يحدث اعوجاج القدم عند الأطفال عندما يرتبط اعوجاج القدم بتطور بعض الأمراض، مثل: السنسنة المشقوقة أو اعوجاج المفاصل أو التقزم الضار.
- الموضعي: تحدث هذه الحالة عند ثبات الرجل في وضع غير طبيعي في الرحم ويولد الطفل باعوجاج القدم بشكل موضعي في قدم واحدة أو كلاهما ويتم تعديل الوضع عن طريق تمارين التمدد والعلاج المحافظ الذي يتضمن تمارين الوزن والحركة.
- حنف القدم المهمل: يتم إطلاق هذا اللقب على اعوجاج القدم عند الأطفال أكثر من سنتين الذي خضع لتصحيح الاعوجاج بطريقة بونسيتي ولم يتم استجابة الحالة ويحتاج إلى التدخل الجراحي.
- اعوجاج أصابع القدم إلى الأسفل والداخل يطلق عليها مشوهة القدم وتعوق القدرة الحركية لدى الطفل إذا لم يتم علاجها بالطرق الجراحية أو مشدات القدم وتسمى Talipes Equinovarus.
- اعوجاج مقدمة القدم إلى الداخل وذلك ينتج كعيب خلقي في الرحم ويطلق عليه Metatarsus adductus.
- اعوجاج القدم للأعلى والخارج وتوجه عارضة القدم ناحية الساق ويطلق عليها Calcaneal Valgus وذلك نتيجة وضع غير طبيعي للقدم داخل الرحم ويتم في الغالب تصحيح الوضع تلقائيا.
متى يتم اللجوء إلى الطبيب
يتم تصحيح اعوجاج القدم عند الأطفال بشكل تلقائي مع تقدم العمر وتحريك الطفل أقدامه في الهواء بشكل مستمر وذلك يعد بمثابة تمارين الإطالة والتمدد التي تساعد على تحسين وضع القدم مع بعض تمارين الأم من فرد الجزء الأمامي من القدم وتمديده فيساعد تمارين التمدد هذه في استقامة القدم مرة أخرى بشكل تدريجي
والتأكد من استقامة الطفل أثناء النوم وعدم الرجوع إلى وضع الجنين.
لكن عندما لا تستطيع الأم فرد قدم الطفل مع انحناء الجزء الأمامي بشكل واضح مع ظهور التجاعيد في باطن القدم وعدم تحسن الوضع مع تقدم العمر وتحرك الطفل وقتها يجب على الأم التحدث إلى طبيب الأطفال الذي ينصحها في غالب الأمر بالتوجه إلى طبيب العظام لتشخيص مدى خطورة الحالة والتدخل العلاجي الصحيح عند اعوجاج القدم عند الأطفال.
أسباب اعوجاج القدم عند الأطفال
يعد غير معلوم السبب لكن يوجد بعض العوامل المحفزة للإصابة، مثل:
- العوامل الوراثية
الآباء والأمهات الذين لديهم حنف القدم تزداد نسبة إصابة الأطفال بنسبة 30% باعوجاج القدم ويستمر الوضع حتى عمر أربع سنوات بعد الخضوع إلى التعديل الجراحي.
- العادات الخاطئة أثناء الحمل
تقوم الأمهات ببعض العادات الخاطئة التي تؤثر على الجنين، مثل: التدخين وشرب الكحوليات التي تؤدي إلى الإصابة بتشوهات خلقية.
- التعرض للملوثات الخارجية والمواد الكيميائية، مثل: الرصاص والفلورايد.
- اضطرابات في الجهاز العصبي
يحدث خلل في نقل الإشارات العصبية إلى العضلات مما يؤثر بالسلب على أداء وكفاءة العضلات وأوتار القدم وتحدث في حالات الشلل الدماغي وشلل الحبل الشوكي.
- قلة حجم السائل الأمينوسي المحيط بالجنين داخل الرحم مما يزيد من فرصة التعرض لاعوجاج القدم عند الأطفال.
- اضطرابات في الهيكل العظمي إذ تزداد فرص الإصابة لدى الأطفال المصابين بمشاكل في الهيكل العظمي، مثل: السنسنة المشقوقة.
- الإصابة بمرض بلاونت الذي يؤثر سلبياً على استقامة الساق.
المضاعفات
تبدأ المضاعفات في الظهور مع نمو الطفل وبدأ الحركة والمشي إذ يواجه:
- اختلاف في طول الساق المصاب عن السليم يسبب مشاكل وصعوبة في الحركة.
- تعاني الساق المصابة من قلة المرونة وصعوبة الحركة.
- يجد الطفل تغيير في مقاس الحذاء إذ تصبح الساق المصابة مختلفة في مقاس الحذاء بمقدار درجة ونصف عن الساق غير المصابة.
- عدم خضوع الطفل لعلاج اعوجاج القدم من الممكن أن يصيبه بالتهابات المفاصل وعدم الثقة في النفس نتيجة تغير الشكل العام الخارجي عن أصدقائه وعدم القدرة على الحركة بشكل طبيعي.
التشخيص
يقوم الطبيب لتشخيص الطفل عن طريق الفحص الخارجي وملاحظة تغير واعوجاج القدم عند الأطفال.
يمكن اللجوء إلى الفحص بالأشعة السينية لتشخيص مدى دقة الحالة وتطور الإصابة.
يمكن تشخيص الإصابة لدى الجنين بالفحص بالأشعة الالتراساوند في تشخيص الحمل خلال الأسبوع العشرين وذلك يعطي الأم فرصة أكثر لتقبل الطفل والتعلم عن كيفية التعامل معه واستشارة أخصائي العظام والأطفال لمعالجة الحالة فور الولادة.
العلاج
يتم العلاج بعد الولادة بأسبوع أو أسبوعين بغرض تعديل المظهر العام للقدم ويشمل:
- طريقة بونسيتي: هي من أشهر الطرق في علاج اعوجاج القدم عند الأطفال إذ يفرد الطبيب قدم الطفل، ثم يتم تثبيتها من الإصابة إلى أول الفخذ بالجبيرة لضمان عدم تحركها، ثم يتم خلع الجبيرة كل 7 أيام لتعديل موضع القدم إلى الوضع الصحي وتجبيرها مجدداً.
- يجب فحص قدم الطفل المجبرة كل ساعة للتأكد من عدم وجود تورم خلال أول يوم، ثم يتم فحصها بعد ذلك كل 12 ساعة إذ يعمل الضغط الخاص بالجبيرة على شحوب لون القدم ثم عودتها إلى اللون الطبيعي بعد قليل.
- يمكن أن يلجأ الطبيب إلى قطع جزء من وتر العرقوب الذي يربط بين الكعب والساق للسماح للوتر بالنمو الطبيعي.
- ينصح الطبيب بارتداء مشدات القدم لمنع عودة الاعوجاج مرة أخرى لمدة تصل إلى 4 أشهر للتحكم في حركة القدم أثناء الليل والمحافظة على استقامة القدم حتى عمر 4 سنوات.
- يتم ارتداء أحذية دينيس براون وهي أحذية خاصة بالطفل مدعمة بشريط من الأسفل لدعم قدم الطفل إذ يمكن لف الشريط والسماح بحركة القدم مع المحافظة على استقامة الغضروف في نفس الوقت ويتم ارتداؤها حتى يبدأ الطفل في الحركة والمشي عند عمر 4 سنوات.
- يمكن للأم عمل تمارين الإطالة للطفل بعد الجبيرة ومتابعة ارتداء المشدات وداعم القدم بشكل يومي.
الجراحة
يلجأ الطبيب إلى الحل الجراحي في حال عدم استجابة القدم للعلاج بطريقة بونسيتي إذ يعمل الطبيب على إطالة الأوتار الخاصة بالقدم للمساعدة في استرخاء القدم وعلاج اعوجاج القدم لدى الأطفال.
يساعد العلاج المبكر والالتزام بارتداء الدعامات والمشدات على علاج اعوجاج القدم عند الأطفال مبكرا والبعد عن التدخل الجراحي.
الوقاية
لا توجد طرق محددة للوقاية من الأسباب لكن يمكن للأم الابتعاد عن التدخين والكحول للوقاية من حدوث التشوهات الخلقية والبعد عن المناطق البيئية ذات التلوث الخارجي.
