تتعدد أشكال تشوهات أصابع القدم ( Toe deformities ) والتي تظهر كنتيجة لوجود اضطرابات في البناء الهيكلي للأصابع. ومنها تشوه الأصابع المخلبية وتشوه إصبع المطرقة وتشوه إصبع مالت وتشوه الأصابع الزائدة والمتراكمة وغيرهم. وظهور أحد أنواع تشوهات أصابع القدم لا يتسبب فقط في تشويه الشكل الخارجي للقدم وإنما يتسبب أيضًا في وجود آلام تعيق قدرة المريض على المشي بصورة طبيعية, كما أن هذه التشوهات تمنع القدم من القيام بوظيفتها كما ينبغي. فعلى الرغم من صغر حجم أصابع القدم مقارنًة بباقي أعضاء الجسم إلا أن لها دورًا كبيراً في حفظ توازن الجسد أثناء الوقوف والمشي والجري. ولا تقتصر الإصابة بتشوهات أصابع القدم على فئة عمرية محددة. فقد تظهر لدى الأطفال حديثي الولادة كتشوهات خلقية وقد تظهر كتشوهات مكتسبة لدى البالغين. والسبب الرئيسي وراء تشوهات أصابع القدمين لدى البالغين هو حدوث اضطراب أو عدم توازن في العضلات والأربطة والأوتار المحيطة بالأصابع والتي تعمل على إبقاء الأصابع في وضع مستقيم. وتنتج هذه الاضطرابات عن عدة عوامل سنتحدث عنها لاحقًا في هذا المقال إلى جانب الحديث عن أنواع تشوهات أصابع القدم وطرق علاجها.
نظرة عامة
تشريحيًا, تنقسم القدم لثلاثة أجزاء؛
القدم الخلفية
والقدم الوسطى
والقدم الأمامية حيث تقع أصابع القدم.
وتتحمل القدم الأمامية 50% من وزن جسم الإنسان وتتكون من عظام المشط وعظام الُسلاميات المكونة للأصابع وعددها 14 سُلامية. ثلاث سلاميات في كل إصبع عدا الإصبع الكبير الذي يتكون من سُلاميتين فقط.
تصيب التشوهات مفاصل الأصابع فتُغير من شكلها الخارجي تدريجيًا نتيجة عدة عوامل مكتسبه مثل الإصابة ببعض الأمراض أو التعرض للإصابة بصدمة مباشرة في الأصابع. ولا تقتصر الآثار الجانبية لتشوهات أصابع القدم على تناسق ومحاذاة عظام ومفاصل وأنسجة الأصابع. ولكنها قد تؤثر أيضًا على محاذاة وتناسق المفاصل التي تتحمل وزن الإنسان مثل مفصلي الفخذ والركبة.
في هذا المقال نستعرض أشهر تشوهات أصابع القدم وبالأخص تلك التي تصيب الأربع أصابع الصغرى, مستثنيين بذلك تشوه انحراف إصبع القدم الكبير والذي أفردنا له مقالًا خاصًا.
ألاسباب
قد تظهر تشوهات الأصابع كتشوهات خلقية منذ الولادة وقد تظهر فيما بعد نتيجة العديد من العوامل التي تشتمل على:
- ارتداء أحذية غير مناسبة مثل الأحذية الضيقة خاصًة في مقدمتها مما لا يتيح مساحة مناسبة لحركة وراحة الأصابع الطبيعية أثناء المشي والوقوف, وكذلك أحذية الكعب العالي التي تتسبب في ضغطًا إضافيًا على الأصابع ومشط القدم.
- التعرض لإصابة تُصدم فيها الأصابع بقوة أو تعرض أحد الأصابع للكسر من الممكن أن يؤديا إلى الإصابة بتشوهات الأصابع.
- قد تؤدي بعض الأمراض للإصابة بتشوهات الأصابع مثل مرض السكري, الفصال العظمي (التهاب المفاصل التنكسي) أو التهاب المفاصل الروماتويدي. هذه الأمراض تؤثر على الأداء الوظيفي للعضلات والأعصاب وقد تؤدي إلى التهاب وشد في الأوتار والأربطة المحيطة بعظام الأصابع.
عوامل تزيد من فرصة الإصابة بتشوهات القدم
- العمر: ترتفع نسبة الإصابة بتشوهات الأصابع مع التقدم في العمر.
- الجنس: النساء أكثر عرضة للإصابة بتشوهات الأصابع.
- طول إصبع القدم الثاني مقارنًة بإبهام القدم يجعله عرضه للإصابة للتشوه بسبب الضغط والاحتكاك الدائمين بمقدمة الحذاء.
- ارتداء أحذية غير مناسبة لفترات طويلة.
أعراض تشوهات أصابع القدم
- الأعراض المصاحبة لتشوهات أصابع القدم تتشابه مع بعضها البعض إلى حد كبير. ففي جميع الحالات يجد المريض صعوبة في اختيار أحذية ملائمة ومريحة, وغالبًا ما يشعر بألم عند ارتداء الأحذية. هذا إلى جانب وجود تغير في الشكل الخارجي للإصبع وأحيانًا ما يحدث تصلب في الإصبع المصاب وذلك في مراحل التشوه المتقدمة وينتج ذلك عن إهمال العلاج في المراحل المبكرة للإصابة.
التشخيص لتشوهات أصابع القدم
- يمكن تشخيص تشوهات أصابع القدم بسهولة من قِبَل الطبيب المختص.
- · حيث يقوم الطبيب بفحص المريض سريريًا دون الحاجة لمزيد من الفحوصات الطبية. ومع ذلك, في بعض الحالات التي يشتبه فيها الطبيب وجود علاقة بين التشوه وتضرر الأعصاب, قد يطلب الطبيب بعض الفحوصات اللازمة لمعرفة الأسباب المرضية وراء هذا التشوه.
- يسأل الطبيب عن تاريخ المريض الطبي ومعرفة إذا كان مصابًا بأمراض تؤدي للإصابة بتشوهات الأصابع مثل التهاب المفاصل والسكري وقصور الدورة الدموية أو التعرض لإصابة سابقة في القدم والأصابع. وتاريخ ظهور التشوه, ومعرفة أنواع الأحذية التي يرتديها المريض في العادة.
- في حالة تصلب الأصابع المصابة بالتشوه ولجوء الطبيب للحل الجراحي يقوم المريض بإجراء التحاليل الخاصة بالجراحة كما يقوم بعمل
- أشعة سينية على الأصابع المصابة.
- وقد تتطلب بعض الحالات العرض على طبيب مخ وأعصاب إذا اكتشف طبيب العظام علاقة بين التشوه وبين تضرر الأعصاب.مع عمل تخطيط للاعصاب
- علاج تشوهات أصابع القدم
- ينقسم علاج حالات تشوه الأصابع إلى:
أولاً العلاج التحفظي
الذي يشمل ممارسة تمرينات بسيطة بالمنزل واستخدام الأشرطة الطبية للإبقاء على الأصابع في وضع مستقيم وكذلك استخدام الجبائر الطبية لذات الغرض.
وتساعد أوقية الأصابع المصنوعة من السليكون والنعال الداخلية التي تدعم قوس القدم ووسائد الأصابع الطبية على تخفيف الألم والشعور بالراحة. واستخدام مسكنات الألم ومضادات الالتهاب إذا دعت الحاجة لذلك خاصة مع تكون مسمار القدم الكالو.
ثانيًا العلاج الجراحي
والذي يُعد حلًا أخيرًا لعلاج تشوهات القدم بعد
فشل وسائل العلاج التحفظي
وتصلب الإصبع المصاب
وازدياد الشعور بالألم وتأثيره على قدرة المريض على المشي بصورة طبيعية.
وبناءً على نوع التشوه ودرجته يقرر الطبيب تكنيك الجراحة المناسب للحالة والتي تشتمل على:
- في حالة إجراء جراحة إصبع مازال في حالته المرنة, يقوم الطبيب بتعديل وضع الوتر المتضرر والمسئول عن تشوه الإصبع.
- إزالة جزء من عظام الإصبع.
- إزالة جزء من المفصل وترك العظام تنمو متصلة ببعضها البعض وتُعرف هذه العملية بجراحة دمج العظام.
- إزالة المفصل المتقوس وتركيب بدائل للعظام لتقويم الإصبع.
يجب الانتباه إلى حقيقة أن إجراء جراحة لتقويم الإصبع لا تمنع حدوث التشوه مجدداً إذا أبقى الشخص المصاب على عاداته في ارتداء الأحذية غير المناسبة. وسوف نستعرض طرق العلاج المناسب لكل حالة على حدة عند التحدث عن أنواع أكثر تشوهات أصابع القدم شيوعًا.
أنواع تشوهات أصابع القدم الشائعة
تتعدد أنواع تشوهات القدم التي تصيب الأصابع الأربعة الصغرى من القدم ونذكر أهم هذه التشوهات فيما يلي:
تشوه إصبع المطرقة (Hammer toe)
يظهر تشوه إصبع المطرقة في الإصبع الثاني أو الثالث أو الرابع من القدم.
وهو عبارة عن حدوث تقوس وانحناء للأسفل في المفصل الأوسط للإصبع.
في بداية الإصابة يظل الإصبع المصاب محتفظًا بمرونته ويمكن علاجه بوسائل العلاج التحفظي,
ولكن في حالة إهمال العلاج يتصلب الإصبع ولا يمكن علاجه إلا عن طريق إجراء جراحة تقويمية للإصبع.
أحيانًا يعاني المصابون بتشوه إصبع المطرقة من تَكون الكالو أو مسمار القدم على مفصل الإصبع الأوسط أو على طرف الإصبع الأمامي وذلك نتيجة الاحتكاك الزائد بالحذاء. كما أن الإصابة بتشوه الإصبع المطرقي ترافق في كثير من الأحيان الإصابة بانحراف إبهام القدم. وقد يعاني المصاب بتشوه إصبع المطرقة من الألم في الأصابع والقدم ويجد صعوبة في اختيار حذاء يُشعره بالراحة
الأسباب
الأحذية ذات المقدمة الضيقة والتي لا تتيح مجالًا لحركة الأصابع الطبيعية والأحذية ذات الكعب العالي التي تزيد من الضغط على الأصابع, وعدم التوازن في العضلات أهم أسباب الإصابة بتشوه إصبع المطرقة. وعادة ما يجتمع أكثر من عامل لظهور هذا التشوه.
تعمل العضلات بطريقة ثنائية لثني ومد الأصابع, وفي حالة تقوس الإصبع وبقائه في وضعيه واحدة لفترة طويلة تتقلص العضلات ولا تستطيع التمدد لفرد الإصبع حتى في حالة ارتداء أحذية ملائمة.
علاج تشوه إصبع المطرقة
يبدأ العلاج
بلعلاج التحفظي
في هذه الحالة بتجنب الأحذية الضيقة وأحذية الكعب العالي,
وارتداء أحذية مريحة توفر مساحة مناسبة للأصابع بحيث تكون أطول من أكثر الأصابع طولًا بحوالي نصف بوصة. أو التعامل مع محلات الأحذية الطبية التي توفر أحذية تناسب المصابين بتشوه إصبع المطرقة. كما يمكن ارتداء الأحذية المفتوحة عند المقدمة بشرط عدم ضغطها على أيًا من أجزاء القدم الأخرى.
أحد وسائل العلاج التحفظي هو ممارسة بعض التمرينات الخفيفة والتي يمكن ممارستها بالمنزل لتقوية العضلات ومساعدتها على التمدد ونذكر منها:
- يقوم المريض ,مستخدمًا يديه, بمحاولة فرد أصابع قدمه بلطف.
- يحاول المريض التقاط أشياء صغيرة من الأرض باستخدام أصابع القدم المصابة.
- يقوم المريض بمحاولة لملمة منشفة من الأرض بأطراف أصابعه أثناء الجلوس.
- كذلك ينصح الطبيب باستخدام أشرطة ووسائد ودعامات طبيبة لتقويم الأصابع المصابة وتقليل الألم.
العلاج الجراحي لتقويم الإصبع.
في حالة عدم استجابة المريض للعلاج التحفظي,
وتتم الجراحة باستخدام تخدير موضعي وقد يلاحظ المريض بعدها اختلافا في طول الإصبع فقد يصبح أقصر أو أطول عما سبق.
تشوه إصبع مالت (Mallet toe )
يشبه تشوه إصبع مالت إلى حدً كبير تشوه إصبع المطرقة
ولكن يحدث في المفصل القاصي في الإصبع وهو المفصل القريب من الظفر, حيث يتقوس المفصل للأسفل وهو أقل شيوعًا مقارنًة بتشوه إصبع المطرقة.
يظهر هذا التشوه في أغلب الأحيان في إصبع القدم الثاني وأحيانًا في الإصبع الثالث أو الرابع وقد يصاحب تشوه إصبع مالت ألم وقد لا يشعر المريض بألم في الإصبع المصاب. أكثر من 70% من المصابين بهذا التشوه لديهم إصبع أطول من المعتاد.
ومثل تشوه إصبع المطرقة فإن إصبع مالت قد يكون مرن أو صلب.
أسباب الإصابة بتشوه إصبع مالت.
طول أحد الأصابع وغالبًا ما يكون الإصبع الثاني إلى الإصابة بتشوه إصبع مالت نتيجة الضغط الواقع على الإصبع الطويل أثناء ارتداء الأحذية. هذا الضغط يتسبب في تقلص الوتر المسئول عن حركة الإصبع وفرده وانثنائه.
تمزق وتر الإصبع الناتج عن تعرض الإصبع للاصطدام إلى الإصابة بتشوه إصبع مالت
إلى جانب الأمراض التي تؤدي إلى تضرر الأعصاب
وجود أحد تشوهات القدم وهو ارتفاع قوس القدم بصورة أكبر من الارتفاع الطبيعي (Pes Cavus)
علاج تشوه إصبع مالت
يتشابه علاج إصبع مالت مع علاج تشوه إصبع المطرقة من حيث وسائل العلاج التحفظي,
فينصح الطبيب بتجنب الأحذية الضيقة وارتداء أحذية مخصصة لهذا التشوه,
. كما ينصح الطبيب بممارسة بعض التمرينات البسيطة بالمنزل والتي سبق ذكرها في جزء العلاج التحفظي الخاص بتشوه إصبع المطرقة,
وينصح أيضًا الطبيب باستخدام أوقية من السليكون تغطي كامل الإصبع وتساعده على الاستقامة
كما تخفف من الاحتكاك بالحذاء والذي ينتج عنه تكون الكالو أو مسمار القدم مما يضاعف الألم.
العلاج الجراحي
في حالة عدم الاستجابة للعلاج التحفظي سواء كان التشوه صلب أم مرن, يتم اللجوء للعلاج الجراحي لتعديل وضع الإصبع وعلاج الوتر بالطريقة التي يراها الطبيب مناسبة لحالة المريض.
تشوه الإصبع المخلبي (Claw toe)
كما يتضح من الاسم فإن الإصبع المخلبي هو تحدب وانحناء الأصابع بشكل يشبه المخالب فنجد أن المفصل الأول الأقرب لمشط القدم يتحدب ويبرز لأعلى بينما ينحني المفصل الأوسط والمفصل الأخير عند ظفر الإصبع للأسفل متخذًا شكلًا مشابها للمخلب كما يتضح من الصورة. مع إمكانية تكون مسمار القدم في أطراف الأصابع المصابة بتشوه الأصابع المخلبية.
أسباب الإصابة
تصيب في أغلب الأحيان المرضى الذين يعانون من تضرر وتلف الأعصاب الناتج عن بعض الأمراض مثل مرض السكري,
أو الناتج عن إدمان الكحول. ينتج عن تضرر الأعصاب ضعف في العضلات التي لا تستطيع مد وثني الأصابع.
بعد الاصابات وكسور القدم والساق
العلاج
تجاهل الأصابع المخلبية قد يؤدي إلى تشوه دائم. لذلك يجب عرض الحالة على الطبيب فور ملاحظتها. ولتقييم الحالة يقوم الطبيب بالإطلاع على التاريخ الطبي للمريض ومعرفة ما إذا كان مصابًا بأحد الأمراض المؤدية لتضرر الأعصاب. ومن الجدير بالذكر أن تعرض المريض للإصابة بصدمة مباشرة في الأصابع أو وجود التهابات بها لفترات طويلة قد يؤديا للإصابة بتشوه الأصابع المخلبية.
العلاج التحفظي
في المراحل الأولى من التشوه, تحتفظ الأصابع بمرونتها وفي هذه الحالة يلجأ الأطباء لوسائل العلاج التحفظي التي تشمل الأشرطة والجبائر الطبية التي تحافظ على استقامة وفرد الأصابع. والتمرينات البسيطة مثل فرد الأصابع باليد والتقاط الأشياء من الأرض بأصابع القدم وتمرين محاولة لملمة المنشفة بأطراف الأصابع من الأرض أثناء الجلوس.
في المراحل المتقدمة وفي حالة تصلب الأصابع المخلبية وفقدها لمرونتها ينصح الطبيب باستخدام حشوات لإعادة توزيع وزن الجسم وتخفيف الضغط عن أصابع ومقدمة القدم. ينصح الطبيب أيضًا بارتداء أحذية خاصة بهذه الحالة, حيث يتم تخصيص جزء داخل مقدمة الحذاء من الأسفل, عبارة عن مساحة إضافية في عمق الحذاء لاستقبال الأصابع المنحنية.
العلاج الجراحي
يتم اللجوء للحل الجراحي في حالة عدم استجابة المريض لوسائل العلاج التحفظي السابق ذكرها.