عملية زراعه المفصل ( لركبة او لمفصل الفخذ ) من أكثر العمليات التي تتطلب مجهودات خارج غرفة العمليات من المريض و من ذويه.
فهذه العملية لا يمكن تلخيصها في الجراحة التي يقوم بها طبيب جراحة العظام و المفاصل فقط,
بل ان جزء كبير من نجاح هذه العملية يكمن في التحضيرات التي يقوم بها المريض قبل الجراحة و العمل و الجهود التي تتبع الجراحة.
هنا سوف نهتم بالتجهيزات التي يجب على مريض المفصل الصناعي أن ينتبه لها قبل أن يدخل غرفة الجراحة.
وتجهيزات بدنية للمريض,
وتجهيزات للبيئة التي سيقيم بها المريض بعد الجراحة
و تجهيزات نفسية للمريض
. التجهيزات البدنية
عملية تغيير مفصل الركبة او الفخذ تتطلب الكثير من الصبر و العمل على الصعيد البدني من جانب المريض. من الأشياء التي يمكن أن يفعلها المريض حتى يجهز نفسه قبل الجراحة و حتى يسهل على نفسه رحلة تعافيه بدنيا بعدها هي:
– أن يقلل أو يتوقف تماما عن التدخين قبل فترة من اجراء الجراحة و في فترة التعافي التي تلي الجراحة.
هذا لأن التدخين يؤثر بالسلب على الدورة الدموية مما يبطئ من سرعة تعافي المريض من الجراحة
– أن يحاول المريض أن يتمرن قليلا على المشي بعكازات حتى يتعود على استعمالهم بسهولة و يسر بعد الجراحة.
– أن يزور المريض قبل الجراحة طبيب العلاج الطبيعي الذي سيتابع معه رحلة تعافيه بعد الجراحة
ليتعلم منه عن برنامج التأهيل الذي سيسير عليه أثناء تعافيه
و ليستطيع أن يتمرن على الحركات و التمارين التي سيؤديها ضمن البرنامج حتى تكون مألوفة و أسهل له بعد الجراحة.
– أن يحاول المريض أن يخسر بعض الوزن.
لأن وزن الجسم كلما زاد كلما زاد الحمل على المفصل الصناعي بعد تركيبه
مما يصعب الحركة و التعافي على المريض بعد الجراحة.
– أن يحاول المريض أن يقوي جسده عن طريق التمارين الرياضية و بالأخص النصف الأعلى من جسده.
فكلما كان النصف الأعلى من جسد المريض أقوى كلما كان المشي بالعكازات او المشاية أسهل على المريض بعد الجراحة و أقل ارهاقا.
التجهيزات البيئية
هناك نوع أخر للتجهيزات يجب أن ينتبه له المريض المتوقع اجرائه لعملية نركيب مفصل صناعي.
هذا النوع من التجهيزات هو الذي يخص البيئة التي سيبقى فيها المريض بعد خروجه من المستشفى بعد اتمام جراحته.
من هذه التجهيزات
– أن ينسق المريض مع أحد أقاربه أو أصدقائه ليسكن معه في فترة ما بعد الجراحة.
ففي تلك الفترة يحتاج المريض الى من يساعده في بعض الأمور في حياته اليومية نظرا لصعوبة حركته بعض الشيء.
أيضا سيحتاج المريض لمن يأخذه و يوصله لمواعيده المهمة كمواعيد المتابعة مع الطبيب المعالج مثلا.
– اذا كان ليس لدى المريض أحد ممن يستطيعون الاعتناء به بعد أن يغادر المستشفى,
فيمكنه أن يبقى في المستشفى ليقوم الممرضون بمهمة الاعتناء به خلال الايام الاولى بعد الجراحة
– شراء بعض الأدوات التي قد تساعد المريض و تجعل حياته أسهل
مثل لبيسة طويلة للحذاء, التي تسهل لبس الحذاء دون معاناة و دون الحاجة للإنحناء بشدة,
و حقيبة خفيفة ليحمل المريض معه الأدوات الصغيرة التي قد يحتاجها كثيرا (مثل الهاتف المحمول) بدلا من أن يضطر ليتحرك كثيرا ليجلب ما يريد.
و يمكن ان يكون هناك سلة فى المشاية التى سيستخدمها للمشي فى الايام الاولى بعد الجراحة حتى تساعده على نقل مستلزماته من مكان لآخر.
< سلة لتسهيل نقل المستلزمات
مسند متحرك لحوض الاستحمام حتى يسهل على المريض الحركة والدخول في حوض الاستحمام
< فرشة استحمام بيد طويلة
< “>قابض بيد طويلة لالتقاط الأشياء
قابض بيد طويلة لالتقاط الأشياء
< مقعد للاستحمام
<مقعد اسفنجي لجلوس مريح
– يجب على المريض أن يرتب أدواته في البيت و يضعها في مستوى ذراعه, حتى يكون سهلا عليه الوصول اليها.
– ازالة السجاجيد التي من الممكن أن تتسبب في تعثر المريض أثناء مشيه و وقوعه.
كما يجب أيضا ازاحة أي أسلاك كهربائية نحو أطراف الغرف حتى لا تتسبب فى عرقلته.
-التأكد من أن السرير و الكرسي ارتفاعه حوالي 40 – 50 سنتيمتر حتى يسهل القيام من عليهما.
– تجهيز الحمام بمقعد يكون مستواه غير منخفض بدرجة كبيرة ليجلس عليه المريض أثناء الاستحمام بدلا من الاستحمام وقوفا.
وضع سجادة مقاومة للإنزلاق
بجانب و داخل حوض الاستحمام للخروج والدخول الآمن.
التأكد من جفاف أرضيات الحمام
أستخدام مساند حائطية فى الحمام للمساعدة على الحركة و الإتزان.
– و تعلية الحمام بجزء بلاستيكي خاص له مساند يد للمساعدة على القيام من الحمام.
تعلية الحمام
التجهيزات النفسية
من التجهيزات المهمة أيضا بالنسبة للمريض هي التجهيزات النفسية,
فالمريض يجب أن يكون على وعي بالشكل الذي ستكون عليه حياته في الفترة التي تلي الجراحة و يجب أن يكون مستعد لهذه الفترة. يتولى الطبيب المسئول عن المريض جزء كبير من هذا الجانب من الاستعدادات,
لكن هناك أيضا خطوات يمكن أن يتبعها المريض ليسهل الأمورعلى نفسه أكثر, مثل:
– أن يفهم المريض حالته جيدا و ما الهدف من الجراحة و كيف ستجري الجراحة بشكل عام.
-يجب أيضا أن يفهم المريض طبيعة المفصل الصناعي و كيف يختلف عن المفصل الطبيعي.
كل هذه المعلومات تفيد المريض و تجعله واعي لما قد يضره و يضر المفصل الصناعي,
كما يساعد هذا الفهم على ادراك المريض لكيفية تحريك نفسه بصورة أمنة و غير مضرة للمفصل.
– أن يسأل المريض طبيبه على أي أسئلة قد يريد أن يعرف اجاباتها مهما كانت أسئلة صغيرة.
– يمكن أن يتواصل المريض مع من سبقوه و أجروا هذه الجراحة من قبل ليعرف عن أهم التحديات التي واجهتهم و عن شكل حياتهم بعد العملية و عن أي نصائح عامة.
في النهاية, يجب أن يعلم المريض أن الاستعداد الجيد للجراحة و لفترة ما بعد الجراحة يسهل كثيرا فترة التعافي و يجعلها أكثر سلاسة, لذا فعلى المريض عدم التكاسل في تجهيز نفسه من النواحي المختلفة قبل الجراحة. من المهم أيضا أن يعلم المريض أنه من الوارد أن يواجه مواقف أو صعوبات لم يجهز لها أو يتوقعها, و في هذه المواقف يكون الهدوء و عدم التسرع و التواصل الجيد مع من حوله و مع طبيبه المعالج هم مفاتيح تخطي أي موقف صعب.