هل هناك أي طرق لزيادة الطول بعد بلوغ سن ال 18 دون اللجوء للجراحة؟
وهل يمكن حقن هرمون النمو لزيادة الطول القامة بعد البلوغ حيث أنه الهرمون المسئول عن النمو والطول؟
يتجه العديد من الناس وبخاصة الشباب الذين يمارسون لعب رياضه للبحث عن مصادر لهرمون زياده الطول سواء بالأدوية أو المكملات التي تحفز هرمون النمو أو حتى الحقن النمو إيمانًا بأنها السبيل إلى زيادة الطول ، ولكن هل حقن هرمون النمو هو فعلاً الطريقة الطبيعية لزيادة الطول بدون تدخل جراحي
على الرغم من أن علاج قصر القامة وضعف النمو بشكل ملحوظ عن طريق الحقن يعتبر من الأمور المتعارف عليها طبيا منذ وقت بعيد، كما يعتبر أيضًا عرضا مشهورا عند كثيرا من أفراد الجمهور، فإن هناك جدلاً كبيرًا حول أخطارها في الوقت الحالي، بعد أن أصبح استخدام الحقن محل نقاش، وذلك على الرغم من أنه لا توجد دراسات قاطعة بهذه الخطورة.
- يُعد عوز هرمون النمو من أكثر حالات عوز هرمونات الغُدَّة النُّخامِيَّة شيوعًا ويترافق مع ضعف النمو بشكل عام وقصر القامة.
- تختلف الأعراض الأخرى لعوز هرمون النمو باختلاف عمر الطفل وسبب حدوث العوز.
- في معظم الأحيان، لا يجد الأطباء سبباً واضحًا لعوز هرمون النمو، ولكنه ينجم في بعض الأحيان عن اضطراب خلقي أو ورم في الدماغ.
ما هو هرمون النمو؟
الهرمونات عادة تؤثر بشكل بالغ الأهمية في التحكم في عمل كثير من الأجهزة الرئيسية في الجسم ووظائفها،
ويتم إنتاج الهرمونات من الغدد المختلفة في الجسم وفي حالة حدوث خلل في إفراز أي هرمون سواء بالزيادة أو بالنقصان قد تؤدي إلى مشكلات صحية مختلفة تبعًا لعمل كل هرمون وتأثيره.
ومن أهم هذه الهرمونات هرمون النمو Growth Hormone ويسمى طبيا بهرمون السوماتروبين Somatropin
وهو عبارة عن هرمون بروتيني يتم إنتاجه من قبل الغدة النخامية ويساعد في تحفيز نمو الجسم وتكاثر خلاياه وله عدة وظائف وهي:
- التحكم في كثافة العظام
- بناء الكتلة العضلية
- تكاثر وتجديد خلايا الجسم
- سلامة نمو الأنسجة والأعضاء في جميع المراحل العمرية
- التحكم في طول القامة و زيادة طول الطفل بالمعدل الطبيعي لعمره عن طريق نمو العظام والعضلات
تزداد مستويات هرمون النمو عن طريق النوم والتوتر وممارسة الرياضة وانخفاض مستويات الجلوكوز في الدم.
وهناك بعض الأطفال قد يعانون من نقص أو زيادة في هرمون النمو.
فنقص هرمون النمو (على الأغلب بسبب وجود خلل وخمول في الغدة النخامية) يؤدي إلى قصر القامة ويمكن أن يصيب الطفل بالتقزم
حيث يتوقف النمو العضوي للجسم عند حد معين على الرغم من نموه العقلي.
بالإضافة إلى ذلك، قد يتسبب نقص هرمون النمو في زيادة الكولسترول بالدم مما ينتج عنه مشاكل قلبية وأيضًا يؤثر على هرمون الانسولين خاصة في مرضى السكري
وفى حالة نقصه لا بد من إعطاء الهرمون في حقن، لكي يحافظ على النمو الطبيعي في جرعات محددة لتعويض النقص.
حقن هرمون النمو
يتم حقن هرمون النمو كبديل لهرمون النمو الطبيعي في الجسم فى الحالات التى تعاني من نقص مرضي لهرمون النمو و يقرر ذلك أطباء أمراض الغدد الصماء و ليس أطباء العظام. وتقوم هذه الحقن بعمل نفس هرمون النمو الطبيعي ومنها تطويل القامة. يتم حقنها تحت الجلد بجرعات يحددها الطبيب وفقاً لحالة الطفل حتى سن 14 عام ويتم تحديد الجرعة بعد القيام بفحوصات تحديد نسبة هرمون النمو.
يتم عمل هذه الفحوصات للتأكد من أن المشكلة في نقص هرمون النمو وليس سوء تغذية أو وجود مرض في جسمه يؤثر على نموه الطبيعي
وعلى حسب الحالة فإن جرعات العلاج تختلف اختلافًا كبيرًا، فبعض الحالات تحتاج للحقن مرة واحدة في الأسبوع وبعضها مرتين والبعض الآخر يمكن أن يتناول الحقن بشكل يومي. ويمكن للأب والأم إعطاء الحقن للطفل ويتم تناولها لمدة عدة أعوام.
ويجب أيضًا عمل فحوصات دورية للكولسترول والغلوكوز وقياس كثافة العظام لمعرفة إذا كان يجب أن تزيد الجرعات أو تقل أو يتوقف العلاج تماما.
وهناك عدة عوامل تتحكم في الجرعات مثل العمر والصحة العامة للطفل ومدى تأثره بنقص الهرمون ومدى احتماله للعلاج وظهور أعراض جانبية من عدمه.
كلما بدأ العلاج بالحقن مبكرا، كانت النتائج أفضل، وكان النمو أقرب ما يكون للطبيعي.
وفي الأغلب يكون النمو ما يقرب من العشرة سنتيمترات في السنوات الثلاثة الأولى للعلاج – وفى العامين التاليين يمكن أن يزيد الطول بما يقرب من 8 سنتيمترات كاملة.
وبعض الأطفال يجب ألا يتناولوا هذه الحقن لتأثيرها الصحي، مثل الأطفال الذين يعانون من الأورام المختلفة أو الحساسية الصدرية الشديدة أو الذين يعانون من جروح عميقة متعددة حتى يتم شفاء هذه الجروح، وبالنسبة للأطفال مرضى البول السكري يجب أن يتناولوا هذه الحقن بحرص شديد نظرا لتأثير هرمون النمو على الإنسولين سواء بالنقص أو بالزيادة مما يؤدي إلى خلل لمريض السكري.
حقن هرمون النمو لتطويل القامة للبالغين
تساعد حقن هرمون النمو في تطويل القامه في الأطفال حتى سن 14 عام – قبل البلوغ- وحتى 8 سم، ولكن في حالة البالغين تكون حقن هرمون النمو (الجروث هرمون) غير مجدية حيث لم يثبت لها أي تأثير وفعالية في تطويل القامة على عكس ما يروجه البعض.
على الجانب الآخر، حقن الجروث هرمون قد يكون لها تأثير سلبي على المدى البعيد مثل كسل الغدة النخامية والتعرض للمشكلات القلبية وظهور الأورام والتلاعب في التوازن الهرموني في الجسم.
الطريقة الوحيدة لزيادة الطول للبالغين هي التدخل الجراحي إما إستخدام مثبت خارجي خاص يعرف بمثبت اليزاروف (نسبة لمبتكره الروسي) أو المسمار النخاعي حيث يمكن التحكم فيه و زيادة طوله لاسلكيا بواسطة جهاز تحكم خارج الجسم، ويتم تزويد الطول في البالغين جراحيًا بمسافة تتراوح من 5 ل 10 سم تقريبًا.