هل استمعت إلى موسيقى من قبل في
غرفة العمليات وظننت أنك تتوهم تحت تأثير المخدر؟ .. ربما كانت هذه هي الحقيقة.
تحت أنغام بيتهوفن أو موزارت قدر يجري طبيبك لك في يوم من الأيام جراحة الرباط
الصليبي!
في أغلب المستشفيات سواء على المستوى المحلي أو المستوى العالمي يقوم بعض الجراحين بالإستماع الى الموسيقى أثناء إجراء الجراحات خاصة وإن كان المريض مخدر بالبنج النصفي .
الأمر الذي يعتبره البعض أمرًا شيقًا ومميزًا للغاية، والأمر الذي يعتبره البعض الأخر مخاطرة ومجازفة بحياة المريض خاصة وإن كانت إحد الجراحات الهامة والدقيقة مثل تركيب مفصل الركبة الصناعي أو تركيب مفصل الفخذ الصناعي أو حتى مناظير الركبة؟
وقصة الموسيقى مع غرفة العمليات بدأت قبل مائة
عام، عندما قام جراح في إنكلترا باستئجار موسيقيين للعزف وتهدئة أعصاب مرضاه قبل
التخدير للخضوع للجراحة، أي أن المستهدف بالأصل كان المريض الذي سيخضع للجراحة.
وتدريجيا، تحول الجمهور
المستهدف من المرضى إلى العاملين في العملية، ويقول بعض الجراحين إن الموسيقى في
غرفة العمليات قد تساعد في تخفيف التوتر لدى الجراح وتزيد التركيز. وهناك الكثير
من المسلسلات الطبية التي تظهر الجراحين وهم يستخدمون المشرط على أنغام الموسيقى.
وقد قيل أحد الدراسات سابقا أن إستماع الجراحين إلى الموسيقى في أثناء لعمليات يساعد على سرعة إغلاق الجروح، و يساعد على الاسترخاء والحد من التوتر وأن الموسيقى تساعد على تحسين أداء الجراح و مساعديه بشكل عام، كما أنها تهدئ من حدة توتر المريض نفسه خاصة إن كان مستيقظًا أو مخدر بالبنج النصفي.
ففي هذه الدراسة جمع العلماء حوالي 60 جراحات ل60 شخص مختلف وكلها متعلقة بأمراض وإصابات المفاصل والعظام، وقاموا بتقسيمهم محموعتين كل مجموعة 30 مريض. وفي المجموعة (أ) قاموا بتشغيل الموسيقى الهادئة بصوت منخفض أثناء الجراحة ، اما في المحموعة (ب) لم يقوموا بتشغيل الموسيقى أثناء إجراء الجراحة. ووجدوا في المجموعة الأولى أن أداء الجراحين كان بشكل أفضل وقاموا بإتمام الجراحة في وقت أقل من المجموعة الأخرى، أما بالنسبة للمرضى فوجدوا أنه المحموعة (أ) لم يشعروا بتوتر كبير أو بارتفاع في معدل ضربات القلب أو مستوى ضغط الدم مقارنة بالمجموعة (ب).
كما أن دراسة أخرى أظهرت أن تشغيل الموسيقى المفضلة للمرضى أثناء خضوعهم للجراحة يساعدهم على الإسترخاء و يقلل حاجتهم للتخدير. مما يدل على أن الاستماع للموسيقى وتذوقها والاستمتاع بها يلهى المريض عن التفكير فى الجراحة بل يركز أكثر في نغمات الموسيقى وإيقاعها.
وعلى الجانب الاخر أجريت دراسة أخرى تمت على مجموعة صغيرة والتي توضح أن تشغيل الموسيقى داخل غرف العمليات قد يكون مصدر إزعاج وتشويش للأطباء و بدا أن الممرضات تبذلن جهدا كبيرا لسماع تعليمات الجراحين أثناء العملية
وأفادت دراسة بريطانية حديثة إلى أن تشغيل الموسيقى في غرفة العمليات من قبل الجراحين تعرض صحة المريض للخطر.
واكدت الدراسة ان الموسيقى تربك توازن الجراحين وتؤثر على التواصل بين الطاقم الطبي اثناء فترة العملية.
وقالت الدراسة التي نشرت السبت في مجلة «أدفانسد نيرسينغ» إن الموسيقى في غرفة العمليات قد تتعارض مع التواصل بين أعضاء فريق الجراحة، ولكن نادرا ما يتم الاعتراف بها بوصفها خطرا محتملا على السلامة
وقام الباحث شارون-ماري ويلدون، كبير الباحثين
في إمبريال كوليدج في لندن وفريقه بتصوير 20 عملية جراحية في بريطانيا على مدى ستة
أشهر، بعضها أجري مع موسيقى وأخرى بدونها.
وتبين أنه في العمليات
التي تمت مع الموسيقى كان الجراح أكثر عرضة بخمس بمرات لأن يكرر طلبا من أحد أعضاء
فريقه الجراحي. وهو أمر فسر بوجود مشكلة في التواصل مع فريقه، مما قد يعرض سلامة
المريض للخطر. (ميدل ايست اونلاين)
و لذا يتفق معظم الجراحين على أنه لا مانع من الإستماع الى موسيقى هادئة اثناء الجراحة على ان يكون مستوى الصوت منخفض بحيث لا يؤثر على قدرة فريق العمل على التواصل، وأنت ماذا تفضل؟ الجراحة على أنغام الموسيقى؟ أو أصوات الأطباء والأجهزة؟