قد يشكو البعض من الشعور بآلامٍ في الجزء العلوي من منطقة الحوض وعند الورك، تزداد هذه الآلام عادةً أثناء الحركة وبذل المجهود وتظهر شدتها عند النوم على أحد جانبي الجسم فتؤدي الى الاستيقاظ من الألم وترك السرير أحيانًا.
ما هي مخدة عظمة الورك؟
الكيس المدوري هو كيس مملوء بسائل يشبه الزيت موجود بين البروز الموجود بأعلى عظمة الفخذ (يطلق عليه أسم المدور) و العضلات التى تتحرك فوقه. و وظيفة هذا الكيس هو منع إحتكاك العضلات بالبروز العظمي أثناء حركة الفخذ.
إن التقاء الجزء العلوي من عظمة الفخذ بمنطقة الحوض يتكون من بروز عظمي يسمى طبيًا (Greater Trochanter)، ويشكل هذا البروز العظمي منطقة العظم والأوتار التي من أهم وظائفها تحريك الورك والفخذ. وتكون هذه المنطقة والبروز مغطاة بمخدة رقيقة تتألف من وسادةٍ تحوي بداخلها سائلًا من الزلال اللزج الذي يوفر سهولة انزلاق الأوتار فوق البروزات العظمية.
أين تقع مخدة عظمة الورك؟
ضع يدك على الناحية الجانبية من منطقة الخصر ثم قم بإنزالها إلى المنطقة التي توجد في أعلى الفخذ، هذا المكان الذي تقع فيه المخدة الزلالية، وتكون هذه المخدة بارزة لدى الأشخاص ذوي البنية النحيلة، كما تكون واضحةً لدى النساء ويعود ذلك إلى أن عظام منطقة الحوض لديهن تكون عريضة
أهمية مخدة عظمة الورك
تكمن أهمية هذه المخدة الزلالية في أنها توفر سهولة الحركة للأوتار والعضلات المحيطة بعظام الورك. ولكنها قد تعاني أحيانًا من التهابٍ وتهيجٍ مما يؤدي لظهور أعراض الاصابة بمرض التهاب مخدة الورك.
ما هي أسباب التهاب مخدة عظمة الورك
تعزى الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه المشكلة إلى
وضعية النوم على جانبٍ واحدٍ من الجسم لفتراتٍ طويلةٍ.
كما أن وضعية النوم على الجانب على فراشٍ أو مرتبةٍ قاسيةٍ يمكن أن يؤدي إلى حصول انضغاط في هذه المخدة ما بين البروز في عظمة الورك والفراش أو السرير القاسي، وبالتالي يؤدي ذلك إلى حصول الالتهاب فيها وظهور الآلام المصاحبة للمريض.
يحصل نتيجة الإجهاد المتكرر أو ممارسة الرياضة بشكلٍ عنيف مثلٍ المشي أو الجري أو تمارين اليوغا لفتراتٍ طويلةٍ.
وهناك بعض الأسباب الأقل شيوعًا والتي تؤدي لحدوث هذا الالتهاب مثل
الاصابة ببعض الأمراض الروماتيزمية مثل (الروماتزم أو الروماتويد
أو النقرس)،
أو عند الأشخاص الذين تعرضوا لصدمةٍ قويةٍ بسبب السقوط على الأرض أو اصطدامهم بجسمٍ ما في هذه المنطقة.
وبغض النظر عن الأسباب فإن ما يحصل في الغالب هو التهاب غير جرثومي في هذه المنطقة يؤدي لظهور الأعراض
و هناك عوامل تساعد على زيادة الإحتكاك مثل:
- المجهود الزائد
- الوزن الزائد
- عدم ليونة عضلات الفخذ الجانبية
- كدمة مباشرة لموضع الكيس
أعراض التهاب مخدة عظمة الورك
عادةً ما يشتكي المريض أو المريضة من آلامٍ تتفاوت شدتها من الآلام البسيطة التي تظهر عند الحركة أو لدى النوم على المنطقة، إلى الشعور بآلام مزعجةٍ شديدةٍ تمنع المريض من النوم أصلاً كما قد تمنعه من المشي. وتتركز هذه الآلام عند موقع عظمة الفخذ والمخدة الزلالية التي ذكرناها سابقًا. وفي كثير من الحالات تمتد الآلام الى الناحية الخارجية من منطقة الفخذ لتنزل بالقرب من منطقة الركبة. ولا يمكن للمريض النوم مستلقيًا على المنطقة المريضة فقد يوقظه الألم عدة مراتٍ خلال الليل.
و بالتالي تصبح حركة الفخذ مؤلمة مع كل خطوة يخطوها المريض و قد يضطر المريض لأن يعرج. و مع زيادة الإلتهاب قد يستمر الألم حتى أثناء الراحة.
التشخيص:
عادةً يتم تشخيص هذه الحالة عن طريق الفحص السريري من قبل الطبيب المعالج الذي يسأل المريض عن الآلام في المنطقة التي توجد فيها عظمة الفخذ ومخدة الورك،
حيث يكون موضع الألم موجود بصفة خاصة على مدور عظمة الفخذ و يزيد بالضغط عليه, كما أن مدى الحركة فى مفصل الفخذ يكون كاملا و غير محدد. و قد يكون هناك ألما ممتدا على الجانب الخارجي من الفخذ.
الأشعة السينية
لمنطقة الورك ليتأكد من عدم وجود أية أمراض أخرى
وقد يطر الطبيب إلى أخذ
صورةٍ بالرنين المغناطيسي لمنطقة الورك
والتي تظهر بدقةٍ وجود التهاب في مخدة الوركي أم لا.
وقد يلجأ الطبيب في بعض الحالات الى التشخيص بواسطة الأمواج الصوتية،
العلاج:
الراحة
هي من أهم مكونات العلاج و بالتالي يجب على المريض الإمتناع عن أي نشاط يؤدي الى حدوث الألم.
كما ينصح المريض بوضع كمادات ثلج على موضع الألم.
و ينصح المريض عادة بعمل تمارين معينة تساعد على إكساب عضلات الفخذ مزيدا من الليونة لتقليل الإحتكاك و لكن يتم البدء فى هذه التمارين بعد أن يقل الالم.
كما يمكن للمريض تناول الأدوية المضادة للإلتهاب مثل الأسبرين او الايبوبروفين للحد من الإلتهاب و الألم.
أما إذا لم يتحسن الألم بصورة ملموسة بعد ستة أسابيع من العلاج فقد يتم اللجوء الى إعطاء المريض حقنة كورتيزون موضعية يتم خلطها مع مخدر موضعي.
في بعض الحالات النادرة أن يحتاج الطبيب إلى تكرار استخدام هذه الإبرة الموضعية مرتين أو ثلاث مراتٍ للتحكم بالأعراض ومعالجة المرض بشكلٍ نهائي
اتباع جلسات العلاج الطبيعي يساهم في التخلص من أعراض المرض،
ويتم ذلك عن طريق استخدام كمادات على منطقة الألم، وتطبيق الأشعة فوق الصوتية للتخفيف من حدة الالتهاب والآلام المرافقة له،
و فى بعض الحالات القليلة التى لاتستجيب للعلاج يتم اللجوء لجراحة بسيطة لإزالة الكيس الملتهب.
نصائح عامة
- لا يعتبر هذا المرض من الأمراض الخطيرة ويمكن معالجته بفعالية وسهولة إذا ما تم تشخيصه بشكلٍ دقيق من قبل الطبيب.
- إن أهم نقطة في العلاج هي “التشخيص الدقيق” وإلمام الطبيب والمريض بالأعراض كافةً لكي يتعاونا في علاج هذا المرض.
- يمكن الوقاية من هذا الالتهاب عن طريق التخفيف من الأنشطة العنيفة وعادات الجلوس أن النوم السيئة التي قد تؤدي إلى ظهور الأعراض.
- يجب على الجميع اختيار سريرٍ مناسبٍ للنوم بمرتبة لينةٍ وناعمةٍ لتجنب أي ضغطٍ على مخدة الورك