الاعتلال العصبي السكري

نظرة عامة

الاعتلال العصبي السكري هو نوع من تلف الأعصاب الذي من الممكن أن يحدث لدى مرضى السكر.

 يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات سكر الدم إلى تلف الأعصاب في جميع أنحاء الجسم.

عادةً ما يتسبب الاعتلال العصبي السكري في تضرر الأعصاب في الساقين والقدمين.

بناءً على موضع الأعصاب المتضررة، يمكن أن تتراوح أعراض الاعتلال العصبي السكري من ألم وخدر في الساقين والقدمين،

إلى مشاكل في الجهاز الهضمي والمسالك البولية والأوعية الدموية والقلب. تظهر على بعض الأشخاص أعراض خفيفة. لكن بالنسبة إلى غيرهم، قد يكون الاعتلال العصبي السكري مؤلمًا ومعرقلًا للنشاط الطبيعي.

الاعتلال العصبي السكري هو أحد المضاعفات الشائعة والخطيرة لمرض السكري. ولكن يمكنك في كثير من الأحيان منع الاعتلال العصبي السكري أو إبطاء تقدمه، عبر المراقبة الصارمة للسكر في الدم، واتباع نمط حياة صحي.

الأسباب

تلف الأعصاب والأوعية الدموية

غالبًا ما يختلف المسبب الفعلي لكل نوع من أنواع الاعتلال العصبي.

 يظن الباحثون أن سكر الدم المرتفع غير المتحكَّم به يتلف الأعصاب مع الوقت، ويتداخل مع قدراتها على إرسال الإشارات، مما يؤدي إلى ظهور الاعتلال العصبي السُّكَّري.

 يضعف سكر الدم المرتفِع جدران الأوعية (الشعيرات) الدموية الصغيرة التي تمُد الأعصاب بالأكسجين والمواد المغذية.

ومع ذلك، فقد تؤدي مجموعة من العوامل إلى تلف الأعصاب، بما في ذلك:

  • التهاب الأعصاب الناتج عن رد فعل المناعة الذاتية. يظن الجهاز المناعي عن طريق الخطأ أن الأعصاب أجسام غريبة ويهاجمها.
  • قد ترفع بعض العوامل الوراثية غير المتعلِّقة بالسُّكَّري من احتمالية إصابة بعض الناس بتلف الأعصاب.
  • التدخين وإدمان الكحوليات يدمران الأعصاب والأوعية الدموية بما يرفع من خطر العدوى بشكل كبير.

عوامل الخطر

يمكن أن تتطور حالة أي شخص مصاب بمرض السكري إلى الاعتلال العصبي، وتؤدي عوامل الخطر هذه إلى احتمال الإصابة بتلف الأعصاب:

  • قلة التحكم في مستوى السكر في الدم يعرضك السكر غير المنضبط في الدم للخطر لكل مضاعفات مرض السكري، بما في ذلك تلف الأعصاب.
  • تاريخ السكري. يزيد خطر إصابتك بالاعتلال العصبي السكري من إطالة فترة إصابتك بداء السكري، خاصة إذا لم يُتحكم في السكر في الدم بشكل جيد.
  • داء الكلى. يمكن أن يضر السكري الكلى. يرسل تلف الكلى السموم إلى الدم، وهذه السموم يمكن أن تؤدي إلى تلف الأعصاب.
  • الوزن الزائد. يزيد وجود مؤشر كتله الجسم (BMI) بمعدل أكبر من 24 من خطر الإصابه باعتلال العصب السكري.
  • التدخين. يعمل التدخين على تضييق وتصلب الشرايين، مما يقلل من تدفق الدم إلى ساقيك وقدميك. ويجعل ذلك من الصعب التئام الجروح والإضرار بالأعصاب المحيطية.
  • تقدم العمر بعد 40 عاماٍ .
    – عدم السيطرة على مستوى السكر.
    – مرور مدة زمنية طويلة على الاصابة بمرض السكري.          
    – ارتفاع ضغط الدم.
    – ارتفاع دهنيات الدم.

الأعراض

هناكَ أربعة أنواع رئيسة من الاعتلال العصبي السكري.

يمكن أنْ تُصاب بنوع واحد أو أكثر من اعتلال الأعصاب.

 وسوف تتوقف أعراض اعتلال الأعصاب السكري على نوع الاعتلال العصبي الذي تعاني منه وأيُّ الأعصاب هي المُصابة.

عادةً ما تتطور الأعراض تدريجيًّا.

 فقد لا تلاحِظُ وجود أيِّ شيء خطأ إلى أن يحدُث ضرر كبير في الأعصاب.

اعتلال الأعصاب السطحي

الاعتلال العصبي السطحي هو النمط الأكثر شيوعًا للاعتلال العصبي السكري. وهو يؤثر على القدمين والساقين أولًا، ثم يتبعهما الذراعان واليدان.

علامات وأعراض الاعتلال العصبي السكري السطحي وعلاماته تزداد سوءًا بالليل عادةً، وقد تشمل:

  • الخدر أو نقصان القدرة على الشعور بالألم أو تغيرات الحرارة
osolbrillersalg.com neuropatia-sensitiva.jpg
  • التنميل أو إحساس بالحرقة
  • آلام حادة أو تقلُّصات
  • الحساسية المتزايدة للمس – يمكن حتى لوزن ملاءة السرير أن يصبح مؤلمًا، لدى البعض
  • ضعف العضلات
  • فقدان ردود الأفعال، خاصة في الكاحل
  • فقدان التوازن والتنسيق
  • مشاكل حادة في القدم مثل القُرح، والعدوى، وآلام المفاصل والعظام

الاعتلال العصبي المُستقلي

يتحكم الجهاز العصبي المُستقل في القلب والمثانة والمعدة والأمعاء والأعضاء التناسلية والعينين. يمكن أن يؤثر السكري على الأعصاب في أيٍّ من هذه المناطق وقد يسبب ما يلي:

  • فقدان الوعي بانخفاض مستويات السكر في الدم (غيبوبة نقص سكر الدم)
  • مشاكل المثانة؛ بما في ذلك التهابات المسالك البولية أو احتباس البول أو سلس البول
  • الإمساك وعدم التحكم في الإسهال أو كليهما
  • بطء إفراغ المعدة (خزل المعدة)؛ مما يؤدي إلى الغثيان والقيء والانتفاخ وفقدان الشهية
  • صعوبة في البلع
  • زيادة التعرق أو نقصه
  • مشاكل في ضبط درجة حرارة الجسم
  • التغييرات في طريقة تعوُّد عينيكَ على الانتقال من الضوء إلى الظلام
  • زيادة معدل ضربات القلب أثناء أخذ راحة
  • انخفاضات حادة في ضغط الدم بعد القعود أو الوقوف، والتي قد تَنتج عن الإغماء أو الشعور بتشوش الذهن
  • ضعف الانتصاب
  • جفاف المهبل
  • انخفاض الاستثارة الجنسية

الضمور العضلي (الضمور العضلي السُّكَّري)

يؤثِّر الضمور العضلي على الأعصاب الموجودة في الفخذين أو الوركين أو الأرداف أو الساقين. يكثر شيوع هذه الحالة لدى المصابين بداء السُّكَّري من النوع الثاني والبالغين من كبار السن. يطلَق على هذا المرض أيضًا الضمور العضلي السُّكَّري أو الاعتلال العصبي الفخذي أو الاعتلال العصبي الداني.

تحدُث الأعراض عادةً على جانب واحد من الجسم، على الرغم من إمكان انتشارِها في بعض الأوقات للجانب الآخر. قد يصيبك التالي:

  • ألم شديد ومفاجئ في الورك أو الفخذ أو الردف يمكن أن يحدث في يوم أو أكثر
  • ضعف وضمور في عضلات الفخذ
  • صعوبة في النهوض من وضعية الجلوس
  • تورُّم بطني في حالة إصابة البطن
  • فقدان الوزن

يتحسَّن معظم الناس في نهاية الأمر جزئيًّا على أقل تقدير، ومع هذا فقد تسوء الأعراض قبل تحسُّن الحالة.

اعتلال العصب الأحادي

يشمل اعتلال العصب الأحادي، الذي يُسمَّى اعتلال العصب البؤري أيضًا، حدوث تَلَف في عصبٍ محدَّد في الوجه أو الجذع أو الساق. وينتشر على نحو أكثر شيوعًا بين كبار السن. يَحدُث اعتلال العصب الأحادي بصورةٍ مفاجئةٍ على الأغلب ويُسبِّب ألمًا شديدًا. على الرغم من ذلك، فهو عادةً لا يسبب أي مشاكل طويلة المدى.

وتتلاشى الأعراض في العادة وتختفي من تلقاء نفسها خلال بضعة أسابيع أو أشهر. وتعتمد هذه العلامات والأعراض على العصب المصاب. ويمكن أن تتضمَّن:

  • ألمًا في قصبة الساق أو القدم
  • ألمًا أسفل الظهر أو الحوض
  • ألمًا في الجزء الأمامي من الفخذ
  • ألمًا في الصدر أو البطن

وقد يُحدِث اعتلال العصب الأحادي مشكلة في أعصاب العينين والوجه، مما يؤدي إلى:

  • صعوبة في تركيز العينين
  • ازدواجية الرؤية
  • ألم خلف عين واحدة
  • شلل في أحد جانبي الوجه (شلل بيل)

يحدث اعتلال العصب الأحادي أحيانًا عندما يتم ضغط العصب. وتُعدُّ متلازمة النفق الرسغي نوعًا شائعًا من أنواع اعتلال الأعصاب الانضغاطي لدى المصابين بداء السكري. قد تَشعُر بوخز أو تنميل في يدكَ أو أصابعكَ، عدا الخِنْصَر (الإِصْبَع الصُّغْرَى). قد تشعر بالضعف في اليد والميل إلى إسقاط الأشياء.

التشخيص

يمكن للطبيب، بشكل عام، تشخيص اعتلال الأعصاب السكري من خلال إجراء الفحص البدني، والمراجعة الدقيقة للتأكد من وجود أعراض وسجل مرضي من عدمه.

سيفحص طبيبك ما يلي:

  • قوة العضلات وشكلها بشكل عام
  • منعكسات الأوتار
  • الحساسية للمس والاهتزاز

وأيضًا في كل زيارة، ينبغي على طبيبك فحص قدميك للتأكد من عدم وجود قروح، أو تشققات في الجلد، أو بثور، وكذا فحص العظام، ومشكلات المفاصل. تنصح المنظمة الأمريكية للسكري بأن يجري جميع مرضى السكر فحصًا شاملاً للقدم مرة واحدة سنويًّا على الأقل.

جنبًا إلى جنب مع الفحص البدني، فقد يقوم طبيبك بعمل، أو قد يتقدم بطلب لإجراء اختبارات معينة للمساعدة على تشخيص اعتلال الأعصاب السكري، مثل:

  • اختبار الرشاشيات. يمسح طبيبك قطعة من ألياف النايلون الخفيفة (أحادية الخيوط) فوق أجزاء من جلدك لاختبار حساسيتك للمس.
  • اختبار الإحساس الكمي. يتم استخدام هذا الاختبار غير الجراحي لتحديد حجم استجابة أعصابك للاهتزاز، وللتغيرات في درجة الحرارة.
  • فحوصات دراسة توصيل الأعصاب. يقيس هذا الاختبار سرعة الأعصاب في ذراعيك وساقيك في توصيل الإشارات العصبية. من المعتاد أن يتم اللجوء إلى ذلك الاختبار لتشخيص متلازمة النفق الرسغي.
  • تخطيط كهربائية العضلات (EMG). يتم إجراؤه بشكل عام جنبًا إلى جنب مع دراسات توصيل الأعصاب، ويقيس EMG الشحنات الكهربية التي تتكوّن في عضلاتك.
  • الاختبار الأوتوماتيكي. إذا كانت لديك متلازمة اعتلال الأعصاب الأوتوماتيكي، فقد يتم عمل اختبارات خاصة لتحديد مستوى التغير في ضغط دمك أثناء وجودك في مواضع مختلفة، وما إذا كنت تتعرّق بشكل طبيعيّ أم لا.

العلاج

ليس للاعتلال العصبي السكري علاج معروف. أهداف المعالجة هي:

  • الإبطاء من تقدّم المرض
  • التخفيف من الألم
  • إدارة المضاعفات واستعادة الوظائف

الإبطاء من تقدم المرض

الحرص المستمر على الإبقاء على مستوى السكر في الدم ضمن المعدل المستهدف هو السر في منع حدوث ضرر عصبي أو تأخيره. القيام بجميع الأشياء التي من شأنها أن تحسن بعضًا من أعراضك الحالية. يحدد طبيبك أفضل معدل مستهدف لك وفقًا للعديد من العوامل؛ مثل العمر وطول الإصابة بالسكري ومستوى الصحة العام.

توصي الجمعية الأمريكية للسُّكَّري العديد من الأشخاص المصابين بالسُّكَّري بالوصول إلى مستويات السكر في الدم المستهدَفة على النحو التالي:

  • بين 80 و130 مغم/ديسيلتر (4.4 و7.2 مليمول/لتر) قبل الوجبات
  • أقل من 180 مغم/ديسيلتر (10.0 مليمول/لتر) بعد ساعتين من تناول الوجبات

; كما يوصي الاطباء دائمًا العديد من الأشخاص المصابين بالسكري باتباع مستويات السكر في الدم المستهدفة قبل الوجبات على النحو التالي:

  • بين 80 و120 مغم/ ديسيلتر (4.4 و6.7 ملليمول/لتر) للأشخاص الذين يبلغون 59 عامًا أو أقل ممن لا يعانون من ظروف طبية أخرى
  • بين 100 و140 مغم/ ديسيلتر (5.6 و7.8 ملليمول/لتر) للأشخاص الذين يبلغون 60 عامًا أو أكثر، أو لأولئك الذين يعانون من ظروف طبية أخرى، ويشمل ذلك أمراض القلب والرئة والكلى

يُرجى العلم أن طبيبك قد يعدِّل هذه المعدلات المستهدفة لتلبية متطلباتك الصحية الشخصية.

تتضمن الوسائل المهمة الأخرى للمساعدة في إبطاء تقدم المرض أو منعه من الأساس، الحفاظ على ضغط الدم قيد التحكم، والمحافظة على الوزن الصحي ونمط الحياة الصحي.

تسكين الألم

هناك العديد من الأدوية الموصوفة طبيًّا لألم الأعصاب المرتبط بداء السكري، لكنها غير فعالة مع الجميع. الآثار الجانبية محتملة الحدوث دائمًا. عند التفكير في تناول أي دواء، تحدث إلى طبيبك حول الفوائد والعيوب لتحديد ما يمكن أن يكون الأفضل بالنسبة لك.

يمكن أن تتضمن الأدوية المسكنة للألم الموصوفة طبيًّا ما يلي:

  • عقاقير مضادة للتشنُّجات. بعض الأدوية المستخدمة لعلاج الاضطرابات التشنجية (الصرع) تُستخدم أيضًا لتخفيف آلام الأعصاب. تنصح الجمعية الأمريكية للسكري بالبدء بالبريجابالين (ليريكا). الأدوية الأخرى التي تُستخدم لعلاج اعتلال الأعصاب هي الجابابنتين (جراليسا ونيورونتين) وكاربامازيبين (كارباترول، وتيجريتول). الآثار الجانبية قد تشمل الدوخة والدوار والتورم.
  • مُضادَّات الاكتئاب. بعض مضادات الاكتئاب تعطل العمليات الكيميائية في المخ التي تجعلك تشعر بالألم. ليس من الضروري أن تكون مصابًا بالاكتئاب لتخفف هذه الأدوية من الشعور بألم الأعصاب. هناك مجموعتان من مضادات الاكتئاب تُستخدمان لعلاج اعتلال الأعصاب.

مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات، وتشمل أميتريبتيلين ودِيسِيبرامِين (نوربرامين) إميبرامين (تفرانيل)، قد تسكن الأعراض من الخفيفة إلى المتوسطة. لكن الآثار الجانبية قد تكون مزعجة وتشمل جفاف الفم والتعرق وزيادة الوزن والإمساك والدوار.

مثبطات استرداد السيروتونين والنورابينفرين (SNRI) قد تخفف الألم مع التعرض لآثار جانبية أقل. تنصح الجمعية الأمريكية للسكري بالبدء بالدولوكسيتين (سيمبالتا) كعلاج أولي. إلى جانب ذلك يمكن استخدام دواء آخر وهو الفينلافاكسين (إفيكسور إكس آر). الآثار الجانبية المحتملة لمثبطات استرداد السيروتونين والنورابينفرين (SNRI) تشمل الغثيان والشعور بالنعاس والدوخة ونقص الشهية والإمساك.

في بعض الأحيان، قد يُجمع بين مضاد للاكتئاب وعقار مضاد للتشنجات أو دواء مسكن.

إدارة المضاعفات واستعادة الوظائف

يشمل فريق الرعاية الصحية لمرضى السُّكَّري اختصاصيين مختلفين، مثل الطبيب الذي يُعالج مشاكل الجهاز البولي (طبيب اختصاصي بالبول والمجرى البولي) وطبيب القلب الذي يساعد على الوقاية من المضاعفات أو معالجتها.

يعتمد العلاج على مضاعفات اعتلال الأعصاب، مثل:

  • مشاكل الجهاز البولي. قد تتداخل بعض الأدوية مع التهاب المثانة. قد ينصح طبيبك بوقف تناول الأدوية أو تغييرها. يُنصح بالتبوُّل في مواعيد محدَّدة أو التبول كل بضع ساعات (تبول توقيتي) مع الضغط بخِفَّة على منطقة المثانة (أسفل السرة). وقد يتطلب استخدام طرق أخرى، مثل القسطرة الذاتية للتخلص من البول من مثانة ذات عصَب متضرِّر.
  • مشاكل الهضم. من أجل تخفيف العلامات والأعراض البسيطة لخزل المعدة من عسر الهضم أو التجشُّؤ أو الغثيان أو التقيؤ يقترح الأطباء تناول وجبات أصغر بشكل متكرر، وتقليل الألياف والدهون في النظام الغذائي، وبالنسبة للعديد من الأشخاص، تناول الحساء والأطعمة المهروسة. قد تساعد التغيُّرات في النظام الغذائي والأدوية في تخفيف الإسهال والإمساك والغثيان.
  • انخفاض ضغط الدم عند الوقوف (انخفاض ضغط الدم الانتصابي). يبدأ العلاج باتخاذ خطوات بسيطة في نمط الحياة، مثل تجنُّب تناول الكحوليات، وشرب كمية كبير من المياه، والجلوس أو الوقوف ببطء. النوم على وسادة رأس ذات سُمك يتراوح من 6 إلى 10 بوصات لمنع التغيرات المفاجئة في ضغط الدم. قد يوصي الطبيب باستخدام جوارب ضاغطة وداعم ضاغط على البطن (الحزام البطني). قد تُستخدم العديد من الأدوية، إما بمفردها وإما معًا، لمعالجة انخفاض ضغط الدم الانتصابي.
  • اختلال النشاط الجنسي. إن الأدوية التي تُتناوَل عن طريق الفم أو الحقن قد تساعد في تحسين الكفاءة الجنسية لدى بعض الرجال، ولكن هذه الأدوية ليست فعَّالة أو آمنة مع كل الأشخاص. قد تساعد المضخات الميكانيكية في زيادة تدفق الدم إلى القضيب. قد تشعر السيدات بالارتياح عند استخدام المزلِّقات المهبلية.

نمط الحياة والعلاجات المنزلية

قد تساعد هذه التدابير على تحسن حالتك، وتقليل خطر الإصابة بالاعتلال العصبي السكري:

  • حافظ على التحكم في ضغط دمك. يزيد احتمال ارتفاع ضغط الدم في الأشخاص المصابين بداء السكري مقارنة بالأشخاص غير المصابين به. وتزيد الإصابة بارتفاع ضغط الدم وداء السكرى معًا من خطر إصابتك بمضاعفات حيث يسبب كلاهما تلف الأوعية الدموية وتقليل تدفق الدم. حاول أن تحافظ على ضغط الدم في النطاق الذي أوصى به طبيبك، واحرص على قياسه كل زيارة للعيادة.
  • احرص على اختيارات الطعام الصحي. اتَّبع نظامًا غذائيًّا متوازنًا يتضمن مجموعة متنوعة من الأطعمة الصحية — وخاصةً الفواكه، والخضراوات، والحبوب الكاملة — وقلل من حصص الطعام للمساعدة في الوصول إلى وزن صحي أو الحفاظ عليه.
  • مارس النشاط البدني يوميًّا. تُعد ممارسة الرياضة من أفضل الطرق للحفاظ على مستوى السكر في الدم تحت السيطرة. كما تحسن تدفق الدم إلى القلب، وتحافظ على صحته. توصي الجمعية الأمريكية للسكري بممارسة 150 دقيقة من التمارين الرياضية معتدلة الشدة أسبوعيًّا بالنسبة لمعظم البالغين المصابين بالسكري. كما تنصح بأن تنهض من جلوسك كل 30 دقيقة لتحصل على دفقة سريعة من النشاط. ولكن تحدث إلى طبيبك، أو اختصاصي العلاج الطبيعي أولًا. إذا قل الإحساس في قدميك، فقد تكون بعض أنواع التمارين الرياضية أكثر أمانًا من غيرها.
  • الإقلاع عن التدخين. إذا كنت مصابًا بداء السكرى وتدخن أي شكل من أشكال التبغ، فمن المرجح وفاتك بالنوبة القلبية أو السكتة الدماغية مقارنة بغيرك من غير المدخنين المصابين بداء السكرى. ومن المرجح أيضًا إصابتك بمشاكل في الدورة الدموية في قدميك. إذا كنت تدخن التبغ، فتحدث إلى الطبيب حول إيجاد وسائل للإقلاع عنه.

الطب البديل

هناك أيضًا عدد من العلاجات البديلة، مثل كريم كابسايسين (المصنوع من الفلفل الحار) أو العلاج الطبيعي أو الوخز بالإبر التي قد تساعد في تخفيف الألم. كثيرًا ما يستخدم الأطباء هذه العلاجات جنبًا إلى جنب مع الأدوية ولكن قد يصلح بعضها بمفردها.

  • كابسايسين. كريم كابسايسين، يُوضع على الجلد، يمكن أن يقلل من الإحساس بالألم لدى بعض الأشخاص. قد تكون الآثار الجانبية شعورًا حارقًا وتهيجًا في الجلد.
  • حمض ألفا ليبويك. تُوجد مضادات الأكسدة القوية هذه في بعض الأطعمة، وقد تساعد في تخفيف أعراض الألم العصبي لدى بعض الأشخاص.
  • التحفيز الكهربائي للعصب عن طريق الجلد (TENS). قد يصف طبيبك هذا العلاج الذي يمكن أن يساعد في منع إشارات الألم من الوصول إلى المخ. يوفر التحفيز الكهربائي للعصب عن طريق الجلد (TENS) نبضات كهربائية صغيرة إلى مسارات عصبية محددة عبر أقطاب كهربائية صغيرة موضوعة على جلدك. على الرغم من أن التحفيز الكهربائي للعصب عن طريق الجلد (TENS) آمن وغير مؤلم، فإنه لا يصلح لجميع الأشخاص أو لجميع أنواع الألم.
  • الوخز بالإبر. قد يساعد الوخز بالإبر في تخفيف آلام اعتلال الأعصاب، وهو بشكل عام ليس له أي آثار جانبية. ضع في اعتبارك أنك قد لا تحصل على تسكين فوري مع استخدام الوخز بالإبر وعلى الأرجح سيتطلب الأمر أكثر من جلسة واحدة.

المضاعفات

يُمكن لاعتلال الأعصاب السكري أن يَتسبب في حدوث عدد من المضاعفات من ضمنها:

  • بتر إصبع أو قدم أو ساق تلف الأعصاب وهو ما يُمكن أن يُؤدي إلى فقدانك الشعور والإحساس في قدميك. قد تُصاب قرح وجروح القدم بالعدوى أو تَتحول إلى تقرحات دون أن تَشعر. بل إن تقرحات القدم البسيطة التي لا تَلتئم يُمكن أن تَتحول إلى تقرحات. في الحالات الخطيرة، قد تَنتشر العدوى لتَصل إلى العظام، وقد تُؤدي القرح إلى موت الأنسجة (الغرغرينا). ومن ثم، يُمكن أن تُصبح إزالة (بتر) إصبع القدم أو القدم أو حتى الجزء السفلي من الساق أمرًا ضروريًّا.
  • تلف المفاصل يُمكن أن يَنتج عن تلف الأعصاب تدهور حالة المفصل، وهذا ما يَنجم عنه حالة تُعرف باسم مفصل شاركو. وتَحدث هذه الحالة عادة في المفاصل الصغيرة للقدمين. ومن ضمن أعراضها فقدان الإحساس والتهاب المفصل واختلال الحركة وقد تُؤدي في بعض الأحيان إلى تشوه المفصل. من الممكن أن يُساعدك العلاج الفوري على الشفاء والحد من أي تلف آخر في المفاصل.
  • التهاب المسالك البولية والسلس البولي إذا ما تعرضت الأعصاب التي تَتحكم في المثانة للتلف، فقد لا تُصبح قادرًا على إفراغ مثانتك بالكامل. وهذا ما يُمكن أن يُؤدي إلى تراكم البكتيريا في المثانة والكليتين، ومن ثم يَتسبب في إصابتك بالتهابات المسالك البولية. كذلك، قد يُؤثر تلف الأعصاب على قدرتك على الشعور بالحاجة للتبول أو التحكم في العضلات التي تُطلق البول، وهذا ما يُؤدي إلى التسرب (السلس البولي).
  • عدم الشعور بأعراض نقص سكر الدم في المعتاد، يَتسبب انخفاض نسبة السكر في الدم (إلى أقل من 70 ملليغرام لكل ديسيلتر، أو ملغم/دل) في الشعور بالرعشة والتعرق وتسارع ضربات القلب. ولكن إذا كان لديك الاعتلال العصبي المُستقليِ، فقد لا تُلاحظ وجود علامات التحذير تلك.
  • انخفاض حاد في ضغط الدم. فتلف الأعصاب التي تَتحكم في تدفق الدم من شأنه أن يُؤثر على قدرة جسمك على ضبط ضغط الدم. وهذا ما يَنجم عنه انخفاض حاد في ضغط الدم عندما تَقف من موضع الجلوس (انخفاض ضغط الدم الانتصابي)، وهذا ما يُشعرك بالتالي بالدوار والإغماء.
  • مشاكل الهضم. إذا وصل تلف الأعصاب إلى قناتك الهضمية، فمن الممكن أن تُصاب بالإمساك أو الإسهال أو نوبات من الاثنين. كذلك، من الممكن أن يَنجم عن تلف الأعصاب المرتبط بداء السكري خزل المعدة، وهي حالة تُفرغ فيها المعدة محتوياتها ببطء أو قد لا تفرغه مطلقًا. وهذا ما يُمكن أن يُؤثر على عملية الهضم ويُؤثر بشكل حاد على مستويات السكر في الدم والتغذية. تَتضمن العلامات والأعراض ما يلي: الغثيان والقيء والانتفاخ.
  • اختلال النشاط الجنسي. غالبًا ما يَتسبب الاعتلال العصبي المُستقليِ أيضًا في تلف الأعصاب التي تُؤثر على الأعضاء الجنسية. فقد يُصاب الرجال بضعف الانتصاب. وقد يَجعل النساء يُواجهن صعوبة في تزليق المهبل والوصول إلى النشوة.
  • زيادة التعرق أو نقصه قد يَتسبب تلف الأعصاب في خلل في عمل غددك العرقية ويَجعل من الصعب على جسمك أن يَتمكن من التحكم في درجة حرارته على النحو السليم. من الممكن أن يُصاب من لديهم الاعتلال العصبي المُستقليِ بالتعرق المفرط، لا سيما ليلًا أو أثناء تناول الطعام. والكميات الضئيلة من التعرق أو عدم التعرق مطلقًا (انعدام التعرق) من الممكن أن يُشكل خطرًا على الحياة.

الوقاية

يمكنك أن تمنع أو تؤخر الاعتلال العصبي السُكَّرِيَّ ومضاعفاته بالتحكم الصارم في سكر الدم لديك والعناية الجيدة بقدميك.

التحكم في سكر الدم

استخدم جهاز فحص سكر الدم المنزلي لمراقبة نسبة السكر في دمك وتأكد من بقائه باستمرار في الحدود المستهدفة. من الضروري فعل ذلك بانتظام. يمكن للتغيرات في مستويات السكر في الدم أن تسرع من تلف الأعصاب.

تنصح المنظمة الأمريكية للسكري بأن يُجري مرضى السكري فحصًا لمستوى السكر التراكمي (A1C) مرتين سنويًّا على الأقل. يشير فحص الدم هذا إلى متوسط مستوى السكر في الدم خلال الشهرين أو الثلاثة أشهر الماضية. إذا كان السكر في دمك خارجًا عن السيطرة أو كنت قد غيرت دوائك، فقد تحتاج لإجراء فحوصات أكثر من ذلك.

العناية بالقدمين

اتَّبِعْ توصيات الطبيب للحصول على رعاية جيِّدة للقدم.

مشاكل القدم، مثل القروح التي لا تلتئم والقروح والبتر، من المضاعفات الشائعة للاعتلال العصبي السكري. ولكن يمكنكَ تجنُّب العديد من هذه المشاكل عن طريق إجراء فحص شامل للقدم مرة واحدة سنويًّا على الأقل، إلى جانب فحص الطبيب لقدمكَ في كل زيارة، والعناية الجيِّدة بالقدم في المنزل.

لحماية صحة قدميكَ:

  • افحصْ قدميكَ يوميًّا. تحقَّق من عدم وجود البثور، والجروح، والكَدَمات، والتشققات، وتقشير الجلد، والاحمرار، والتورُّم. استخدِمِ المرآة، أو اطلبْ من صديق أو أحد أفراد عائلتكَ لمساعدتكَ في فحص الأجزاء التي يصعب عليكَ الوصول إليها في قدمكَ.
  • حافظْ على قدميكَ نظيفتين وجافَّتين. اغسلْ قدميكَ يوميًّا باستخدام الماء الفاتر والصابون الخفيف. تجنَّبْ نقعَ قدميكَ. جَفِّفْ قدميكَ وما بين الأصابع بعناية باستخدام النشاف أو الربت عليها بمِنشَفة ناعمة.

رَطِّبْ قدميكَ لتجنُّب التشقُّقات. تجنَّبْ وضعَ المُرَطِّب بين الأصابعِ، ومع ذلك، لأنَّ ذلك يُعزِّز نُمُوَّ الفطريات.

  • قَلِّم أظافر قدميكَ بعناية. قُصَّ أظافر قدميكَ بشكل مستقيم، واحرصْ على تقليمها بعناية بحيث لا تُصبِح حادَّة.
  • ارْتَدِ جوارب نظيفة وجافَّة. ابحثْ عن جوارب مصنوعة من القُطن أو الأنسجة الماصَّة للرطوبة التي تخلو من الأربطة الضيِّقة أو الطبقات السميكة.
  • ارتدِ أحذيةً مبطَّنَة تتناسَب مع مقاس قدميكَ. ارتدِ دائمًا الأحذية أو النِّعال التي تحمي قدميكَ من أيِّ إصابة. تأكَّدْ من أن الحذاء يُناسِب مقاسَ قدمكَ بالشكل المناسب، وأنه يَسمح لأصابعكَ بالتحرك. بإمكان الطبيب المتخصِّص في الأقدام إرشادكَ حول كيفية شراء الأحذية المناسبة للقدمين ومَنْع حدوث مشاكل بالقدمين، مثل الكالو أو مسمار القدم.

إذا حدثت مشاكل بالقدمين، فبإمكان طبيبكَ المساعدة في علاجها؛ لمنع أي مضاعفات خطيرة. حتى القُرَح الصغيرة بإمكانها التحوُّل سريعًا إلى التهابات خطيرة إذا تُرِكَتْ من دون علاج.

× التواصل المباشر عبر الواتساب