يبطن مفصل الركبة غشاء يطلق عليه الغشاء السينوفي و هو مسئول عن إفراز السائل الزلالي الكثيف. و هذا السائل يقوم بتزييت سطح الغضاريف حتى يضمن حدوث ليونة فى الحركة اضافة الى دوره في حمل العناصر الضرورية لتغذية الغضاريف والقيام بدور ماص الصدمات نظرا للزوجته العالية.
و مثل الكثير من الأغشية فى الجسم فإن أي إلتهاب يصيب الغشاء السينوفي يؤدي الى زيادة إفرازها. فالغشاء المبطن للأنف مثلا إذا التهب كما فى نزلات البرد فإنه يزيد من إفرازاته و الغشاء المبطن للعين إذا التهب أدى ذلك الى زيادة إفراز الدموع. و لكن على عكس الأنف و العين فإن الإفراز الزائد للغشاء المبطن للركبة يظل حبيسا داخل كبسولة مفصل الركبة لأن ليس له مخرج مثل العين أو الأنف.
و بالتالي يتضح لنا أن وجود إرتشاح أو ماء بالركبه ما هو إلا نتيجة إلتهاب الغشاء المبطن للركبة. و هذا الإلتهاب قد يكون نتيجة كثير من الأمراض مثل خشونة المفاصل و الأمراض الروماتيزمية و حتى إصابات الركبة.
إلا أننا فى حالات إصابات الركبة يجب أن نفرق بين إرتشاح الركبة و بين النزف (التجمع الدموي) بالركبة و الذي ينتج عن إصابة تؤدي الى حدوث نزف داخل كبسولة المفصل لأن علاج النزف مختلف عن علاج الإرتشاح. و عادة ما يحدث التجمع الدموي فى خلال ساعتين من حدوث إصابة بالركبة. أما إذا حدث تورم الركبة بعد عدة ساعات من الإصابة فعادة ما يكون ذلك بسبب حدوث ارتشاح بالمفصل.
أسباب إرتشاح الركبة
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إرتشاح الركبة ولكن السبب الأكثر شيوعاً هو حدوث صدمة مفاجئة للمفصل أي حدوث إصابة رياضية أو حادث سقوط من مكان مرتفع أو حادث سير مما ينتج عنه كسور في الركبة وإصابة الأربطة والغضاريف أيضاً، كما يوجد العديد من الأسباب الآخرى التي تتسبب في حدوث ماء على الركبة وهى الإصابة بالإلتهابات المفاصل أو مرض النقرس أو الإصابة بالروماتيزم والأورام أو حدوث مرض الصدفية حيث ترتفع نسبة الإصابة بإرتشاح الركبة للأشخاص الذين يعانون من الصدفية الجلدية لتصل إلى 30%، أو ويحدث للأشخاص المصابوم في مفاصل الركبة أو الفخذ أو الكتفين أو الكاحل، أو المعصمين، وتكون المفاصل التالفة أكثر عرضة للعدوى
تشخيص إرتشاح الركبة:
يتم تشخيص إرتشاح الركبة عن طريق فحص المريض حيث يكون هناك تورم بالركبة و لاسيما عند مقارنتها بالركبة السليمة. كما أنه هناك طرق معينة للفحص لإختبار الركبة توضح وجود إرتشاح من عدمه و كميته.
أعراض الإصابة بإرتشاح الركبة
مما لا شك فيه أن لكل مرض بعض الأعراض التي تصاحبه والتي من خلالها يتمكن الطبيب من تشخيض المرض بكل سهولة ليتمكن من وصف العلاج المناسب له، فإرتشاح الركبة يصاحبه العديد من الأعراض منها إنتفاخ في منطقة الركبة ويكون عادة ظاهراً للغاية وأحياناً يكون التضخم في بجانب منطقة الركبة أو في أسفل الساق
هذا بالإضافة إلى الشعور بالحرارة في منطقة الركبة وعدم القدرة على الحركة
و عادة لا يحتاج تشخيص الإرتشاح لأي أشعات لأن التشخيص يتم بفحص المريض و لكن قد يتم اللجوء للأشعات للبحث عن سبب الأرتشاح. كما قد يتم سحب عينة من السائل بابرة لتحليلها للوصول لتشخيص سبب الإرتشاح.
علاج إرتشاح الركبة:
إذا كانت كمية المياة بالركبة كبيرة لدرجة تسبب ألما شديدا للمريض فقد يلجأ الطبيب لعمل بذل للمفصل: أي يقوم بإدخال سن حقنة داخل الركبة و يشفط السائل منها. و يفضل عدم تكرار البذل عدة مرات. و الهدف من سحب السائل هو تقليل الألم و تحسين مدى الحركة.
أما إذا كانت كمية المياة قليلة يفضل علاجها عن طريق إعطاء بعض الأدوية التى تساعد على تقليل الإرتشاح و عمل تمارين لشد و تقوية عضلة الفخذ الأمامية وذلك بوضع فوطة صغيرة أسفل الركبة ثم الضغط عليها بالركبة مع شد الصابونة ومشط الرجل لأعلى و الاستمرار في هذا الوضع لعشر ثوان والاسترخاء لعشر ثوان و يكرر التمرين عشر مرات.
فى بعض الحالات المزمنة يتم اللجوء لإجراء جراحة لإزالة الغشاء السينوفي الملتهب.
او عن طريق فتح ركبه وازاله الغشاء
إلا أن أهم علاج للإرتشاح هو علاج المرض المسبب له لأن علاج الإرتشاح دون علاج المرض المسبب له يؤدي الى تجمع الماء بالركبة مرة أخرى. فعلى سبيل المثال إذا كان المريض يعاني من أحد الأمراض الروماتيزمية فيجب علاج هذا المرض للتخلص من الإرتشاح و تجنب رجوعه.
د. مازن كرديه —— استشاري اول جراحه العظام والعمود الفقري – والاصابات الرياضيه – وزراعه المفاصل
تلفون 00962795544993